منابع مشابه بیشتر ...

6257f6de8df68.JPG

الفلسفة التربویة للإمام علی بن الحسین (علیه‌السلام )

باسم قاسم جواد الغبان

منذ أن نزل الوحي على الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )كان القرآن الكريم ينبوعا صافيا للفكر التربوي الإسلامي ارتوى منه سنوات وعقود ، بل وقرون ، فاكتسب بذلك قوة نهوض تربوي شارك في التطور الحضاري العام ، لأن القرآن الكريم نفسه باعتباره كلام الله سبحانه وتعالى الذي نزل على رسوله محمد (صلى الله عليه واله وسلم )كان كتاب هداية وإرشاد ، تميز بمعمار لغوي فريد ينفذ إلى القلب ، ويحشد الانفعالات والعواطف في الاتجاه الذي يريد ، واختص بأسلوب معجز يستثير العقل ، وينشط وظائفه لتنهض بالتفكير والتأمل والفلسفة والتحليل والاستنباط ، فيجوب العقل آفاق الكون باحثا مفكرا ، وتضمن من الأفكار والقيم والتوجهات ما يشكل أعمدة بناء راسخة للشخصية المسلمة والمجتمع المسلم 0 وانطلق رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يؤسس لفكر تربوي يقوم على رحابة الأفق وسعة الصدر ، يبث رحمة ورفقا يؤلف ويوحد ويربط ، يوقظ ويحرك وينشط 0 كان يخاطب الناس على قدر عقولهم ويتحسس الاهتمامات والاحتياجات ، ويتجه إلى المصالح والضرورات ، فإذا بهؤلاء الذين يبني شخصياتهم وقد أصبحوا نوعية جديدة من البشر تستعذب الشهادة في سبيل الله ، لا تعرف قعودا ولا خمولا ، تمضى على طريق الجهاد بكل المجالات , جهاد النفس ، وجهاد الأعداء ، وجهاد العمل والإعمال ، وجهاد التمكين لدين الله على الأرض ، وفى القلوب والعقول إن النجاح الذي حققه ألنبي (صلى الله عليه وسلم )وال بيته الكرام (عليهم السلام ) (ص3علي ,سعيد إسماعيل ,2009 م) قد أحتل مكانة مرموقة لما بذلوه من عطاء و تضحية من اجل رفعة الأمة الإسلامية ، فهم لعبوا دورا كبيرا في بناء الحضارات كأحد العوامل المؤثرة في العملية التربوية...